تفريغ الكلمة الصوتية

Book cover
نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ تفريغ الكلمة الصوتية جريمة الانتخابات الشرعية والسياسية .. وواجبنا نحوها لأمير المؤمنين بدولة العراق الإسلامية الشيخ أبي عمر البغدادي حفظه الله الصادرة عن مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي 28 صفر 1431 هـ 12 / 2 / 2010 م إن الحمد لله نحمده ونستعينه, من يهده الله فلا مُضِل له ومن يُضلِل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, أما بعد: فمِن أبي عمرَ البغدادي إلى أعمامه وإخوانه وأبنائه في العراق بلادِ الخير المتدفق والطِّيبِ المتأصل, خطابي إليكم اليوم خطاب الابن لآبائه والأخ لإخوانه والوالد لأولاده, ملؤه الحب والرحمة والشفقة, ولكنه خطابُ مَن يرى الخطر الأسود والسيلَ الجارف يزحف نحو أهله ويُوشِك أن يهلك الحرث والنسل فلا يُبقي ولا يذر, خَطَرٌ يحمل بين أنفاسه حقدًا أسودًا وتعصُّبًا أعمى ونفسًا مريضة, تدفعه عقيدةٌ فاسدةٌ ضالة, وصِراعٌ مع ديننا وعِراقنا طويلٌ مع نشوةٍ بالنصر كاذبة. أهلي وإخواني: إننا أهل السنة في العراق -عربًا وعجمًا- نقف اليوم على أعتاب مرحلة خطيرة لها والله ما بعدها, فإما أن نبقى أعِزةً كرماء سادة شرفاء كما كنا أبد الدهر ملوك الأرض وفرسان الحرب, أو يأخذنا الطوفان, طوفانُ الحقد الرافضي الأسود والمكر الصليبي يوشك الناجي منه أن يرى جُثث أبنائه وإخوانه وآثار زرعه وحرثه قد ذهب الجميع إلى غير رجعة مؤملًا الحياة ذليلًا والهلاك إليه قادمٌ ولابُد, ومكمن الخطر أن الشيعةَ الرافضة المنتسبين إلى القِبلة زورًا والمنتمين إلى المجوس أصلًا قد غرّهم أن المحتل الصليبي بكل نِحَله اجتمع علينا فقتل رِجالنا وأسرَ شبابنا وسلب أموالنا ومكّن لزحف الرافضة على دِيارنا يعاونهم شُلةٌ خونةٌ مرتزقة لا عقل لهم ولا دين, من أبناء وحملة راية أبي رِغال تحت إغراءات المال والمنصب والجاه الخادِع في منتديات وفضائيات الخنا والرذيلة. إننا اليوم نشهد إعدادًا عسكريًّا وإعلاميًّا ونفسيًّا لمسرحية هزلية خطيرة اسمها الانتخابات البرلمانية, هدفها الأول والأخير ترسيخ أعوان الصليب الرافضة على عموم العراق وإذلال أهل السنة إلى الأبد وجعل أنوفهم في الطين كما هو حال سُنَّة إيران المساكين على الرغم من كثرة عددهم وصعوبة مناطقهم وتعدد عشائرهم وقوة اقتصادهم وتحكمهم بكل منافذ وحدود إيران البرية والبحرية تقريبًا. يا قوم: إن هذه الانتخابات حرامٌ في شرع ربنا, وهي بعد ذلك انتحارٌ سياسي وجريمةٌ سياسيةٌ كاملة الأركان. عِبادَ الله: إن ضغط الواقع والظروف الصعبة لا تعني أن الواقع هو مصدر الحكم بل هو واقع الحكم, فإذا جاءت الشريعة ببطلان فكرةٍ أو طريقةٍ ما, فهي باطلة وإن استحسنها الناس وظنوا فيها النجاة فلا نجاة إلا فيما أمر به الشرع. إن فكرة الانتخابات الديمقراطية التي تميّزها ولا تنفك عنها هي سيادة الشعب, بينما أصل عقيدتنا وديننا هو سيادة الشرع. وسيادة الشعب في النظام الانتخابي البرلماني هو أن يمارس الشعب السلطة لكل أربع سنوات وتنحصر سلطته في تفويض واختيار كل منطقة لشخص يصير عضوًا في البرلمان ويسمونه مُشرِّعًا, يُشرِّع الأحكام التي تُرضي الشعب وإن خالفت حكم الله, وهو مناقضة صريحة وواضحة لقوله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ). فالنواب والمُشرِّعون أوثانٌ منصوبة تحت قبة تخضع لقانونٍ أو دستورٍ ظالمٍ جائر يناقض الشريعة الإسلامية ويحاربها في كثيرٍ من أُصول ديننا الحنيف, يُرجَع إليه وإلى حكمه عند التنازع وفي سَنّ وتفسيرٍ لأي مادة أو تشريع, وهو دين يخالف دين الله الذي دعانا عند التنازع أن نرد الأمر إلى الله فقال سبحانه: (تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ). فحُكم الله وردُّ الأمر إليه من فروض الدين وتوحيد رب العالمين, فقد صَحّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن عدي بن حاتم دخل عليه صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ), قال: "أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئًا حرّموه". قال ابن كثير رحمه الله: "وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير الآية, أنهم اتبعوهم فيما حلّلوا وحرّموا". وقال السُدّي: "استنصحوا الرجال وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم". ا هـ. وأما المُشرِّعون فهم كفار بلا غُبار, قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) "أي حيث عدلتم عن أمر الله وشرعه إلى قول غيره فقدّمتم عليه غيره فهذا هو الشرك". ا هـ. قال الشنقيطي رحمه الله: "ويُفهم مِن هذه الآيات بوضوح لا لبس فيه أن مَن اتبع تشريع الشيطان مؤثِرًا له على ما جاءت به الرُّسُل فهو كافرٌ بالله عابدٌ للشيطان مُتخذٌ الشيطان ربًّا وإن سمى أتباعه الشيطان بما شاء من الأسماء لأن الحقائق لا تتغير بإطلاق الألفاظ عليها كما هو معلوم".ا هـ. فوالله يا قوم إني لأُحِبُّكُم وأُحِبُّ الخيرَ لكم وحريصٌ عليكم, ولكنّ حرصي على سلامة دينكم أشد من حرصي على سلامة دنياكم, فإذا جاءكم مَن يشتري دينكم بكم تبيعونه إليه ؟ ببرميلٍ من النفط؟ أم بطول مدة إنارة بيوتكم ؟ أم بالدنيا كلها ؟ سوف يأتي الدجال يومًا كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتري دينكم بالذهب والفضة والمطر والحَب, فهل ستبيعونه له ؟ وإذا كان الجواب بالنفي, فلِمَ ترضون أن تبيعوه لخونةٍ مقابل وعودٍ موهومة لعيشٍ رغيد وقد علمتم كذبهم مِرارًا ؟ فلا يُلدغ الحر من الجحر مرتين, وحاشاكم حاشاكم يا أعز الناس مِن خداع هؤلاء القِلة الكَذَبَة وهم يسمونها حكم الأغلبية وكذبوا! بل هو نظامٌ يُرسِّخ حكم الأقلية المرتزقة أصحاب المال والمدعومين منهم لأكثرية الناس, ففي ظل هذا النظام يحق لكل مَن سَجَّلَ اسمه عن سِنّ معينة أن ينتخب من يمثله وفي أحصن الديمقراطيات لا يُسجّل من الناس أكثر من ستين بالمئة ثم لا يذهب إلى الاقتراع أكثر من سبعين بالمئة من هؤلاء المسجلين, ثم يتنافس على المقعد الواحد أكثر من شخص والمحصِّلة أنه يخرج شخص لم ينتخبه أكثر من عشرة في المئة من الناس! فهي بِحق حكم الأقلية للأغلبية! والقول بأن الديمقراطية هي حكم الشعب كذبةٌ وفرية كبرى لا أساس لها من الصحة. إن الفِرعون المجوسي الرافضي اليوم يمارس نفس حيلة فرعون موسى حين قال عن نبي الله: (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) فيُوهِم الناس أنهم شركاء في الحكم وشركاء في اتخاذ القرار! إن الجريمة السياسية تكمُن في أن الرافضة المجوس اليوم يريدون منا تفويضًا عامًّا بجريمة تُحاك ضدنا وتهدف إلى نحرنا وتشتيت أمرنا باسم الديمقراطية والانتخابات, فاستغل المجوس آلتهم الإعلامية الجبارة لإيهام أهل السنة أن الانتخابات هي المُنقذ والحل لكل مشاكلهم, وهي والله كعِجل بني إسرائيل إله أجوف في بريق الذهب تدخل الرِّيح مِن فيه وتخرج مِن دُبره وتحدث ضوضاء لا تنفع ولا تضر, فإياكم يا قومي أن تكونوا مثل بني إسرائيل تنفقون أموالكم وأوقاتكم لتصنعوا عِجلًا يضركم ولا ينفعكم, وليكن قراركم في شأن الكذّابين وإلهمم (لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً). ولكي تتم أركانُ الجريمة عمد الرافضة بدعم من النصارى المحتلين إلى التوحُّد ضمن تكتلات قوية تضمن لهم بقاء الحكم, بينما دخل أهل السنة هذه المسرحية مُقطَّعِين إربًا, فتجاوز خَوَنَةُ السُّنة وعملاؤهم كل الحدود والخطوط الحمراء, فارتمى الخونة في أحضان مَن قتل أبناءهم واغتصب أعراض نسائهم! فهاهم قادة الصحوات التي طالما طبّل لهم الإعلام أنهم أعداء الصفويين الإيرانيين وصدّقهم بعض المساكين مِن أهلنا فرضوا جميعًا أن يكونوا خدمًا في أحزابٍ فارسية مجوسية بلا غبار, فانتمى مَن أسماه الإعلام أمير الدليم (علي الحاتم) إلى حزب الدعوة الخبيث بقيادة (نوري المالكي) وتحالفه, وذهب الوجه الكذاب (حميد الهايس) إلى مصاص الدماء في الائتلاف العراقي ومنظمة بدر بقيادة الحكيم, بينما اختار ربيب الخيانة ورضيع العمالة (أحمد أبو ريشة) أن يكون مع مَن يقتُل وما زال يقتل أهلنا وينتهك أعراضنا مجرم الداخلية (جواد البولاني) ولحق به في هذا التحالف اللعين (أحمد عبد الغفور السامرائي), أما (صالح المطلق) ففجرها قنبلة حينما ذهب تابعًا لقاتل أبناء السنة في الفلوجة (إياد علاوي), ولحق به كذاب الموصل عميل الرافضة (أسامة النجيفي) الذي دغدغ مشاعر أهلنا في الشمال بكلامه عن الأكراد بينما هو حذاء في أقدام الرافضة. وأما عن خونة الأخوان فهم كما عهدناهم دينهم النفعية والكذب والدجل فهاهم رؤوسهم وسادتهم وعيونهم (طارق الهاشمي) و(رافع العيساوي) و(ظافر العاني) و(عبد الكريم السامرائي) و(سلام الزوبعي) -حاشا عشائرهم الشرفاء- فرضوا أن يكونوا في هذه المسرحية الهزيلة ضمن فرقة يقودها رافضي تسيل دماء فلوجة العز مِن بين أنيابه وأظافره يرقصون جميعًا على أنغام صرخات أطفالنا ونسائنا وتضيء سماءَ كتلتهم العراقية قنابلُ الفسفور الأبيض ودخان القذائف الكِيميائية. والغريب أنه جميعًا ذهبوا تابعين وجنودًا صاغرين في أحلاف يقودُها رافضة ماكِرون, فيا عجبًا لهؤلاء أحقًا يريدون حماية أهل السنة وحقوقهم !! أما جبهة التوافق التي أفتى لها المُفتون وطبّل لها المساكين فهي اليوم فارغة مِن كل مَن دخل جرابها, ولا أحد فيها من رؤسائها الثلاث المعروفين, فالحزب الإسلامي كالحية الرقطاء ما يدخل جرابها أحدٌ إلا خرج مذعورًا لِمَا رأى مِن هَول مكرها وشدة سمومها, فذهب هذا الحِزب وتحالف مع مجموعة من الأفاعي الصغيرة التي رباها في حِجره من بقايا الصحوات, والنتيجة حتمًا معروفة فإما أن يأكل العقرب صغاره أو يهربون قبل فوات الأوان, هذه هي الصورة التي سيدخل بها أهل السنة هذه الانتخابات مع ما أُعِد لها مسبقًا مِن تزويرٍ كما حدث في كل المرات السابقة, فما رأيكم بالنتيجة؟ ستكون النتيجة الحتمية عند دخول أهل السنة هذه الانتخابات ترسيخٌ لمبدأ أن أهل السنة في العراق أقلية لا بد أن تُحكم مِن قبل الأكثرية الرافضية, وترسيخٌ لمفهوم التشتت والتبعية في نفوس ساسته وأبناء أهل السنة, وضياع لكل حقوقهم السياسية والاقتصادية, والنتيجة أن الفُرس عملاء إيران سيخرجون من هذه الانتخابات أكثر قوة وأكثر نفوذًا, وسنخرج نحن أضعف وأقل نفوذًا, فماذا تنتظرون من المجوس إلا مزيدًا من الإجرام وسرقة الأموال وإهانة الكرامة ؟ وهم قد فعلوا ذلك ونحن أحسن حالًا فماذا لو ازداد وضعنا سوءًا إذا تمت هذه المسرحية الانتخابية! وعليه, وحمايةً لأهل السنة وحمايةً لدينهم ودنياهم وقبل أن تضيع الفرصة ونعض أصابع الندم ونرقّع ثوبًا يكون قد اهترأ نسيجُه وبعد طول مشورة مع أهل الرأي من العلماء وشيوخ العشائر والمجاهدين في الدولة الإسلامية قررنا منع الانتخابات وبكل السُبل المشروعة الممكنة وعلى رأسها السبيل العسكري, فقد علِم الصديق والعدو قدرتنا بعون الله على الوصول إلى أي موقع مهما كان تحصينه وقوة الحراسات التي تحيط به, وسلوا الوزارات التي هدمناها في بغداد والأيادي التي قطعناها في الأنبار والصحوات التي قطفناها في المدائن وبكل مكان. وسلوا الرؤوس الأمنية التي تتدحرج على أيدي رجالنا بالعشرات يوميًا, وما أعددنا لمنع الانتخابات بعون الله وتوفيقه أعظم خطرًا وأشد زحفًا. فندعو كل مَن رأى في رأينا هذا الصواب أن يقف بجانبنا من العلماء وشيوخ العشائر والمثقفين, وقد بيّنا لكم أن الشرع والعقل يوجب منع هذه المهزلة الانتخابية, وضعوها يا قومي هذه المرة في عنقي وأجيبوني إلى ما ذهبنا إليه ولن تندموا بعون الله وسترون كل الخير والبركة في هذا الإجراء. فلم ينصحكم إلا رجلٌ منكم لم تعهدوا عليه كذبًا ولا خيانةً والحمد لله, فأنا -رضيتم أم أبيتم- الابن والأخ والأب من ماء الفرات شربت, وعلى تمراته نشأت, وعلى ضفافه ترعرعت, وحان الوفاء نصحًا لكم وجبرًا لواقعنا ونهوضًا بحالنا دينًا ودنيا, فمعلومٌ لكل ذي لُبّ أنه إذا وقعت الفُرقة بين المسلمين فسد الدين وضاعت الدنيا وضاع حكم الكتاب وحلّ على الفرقاء العذاب, فاتقوا الله يا عباد الله. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ*وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ). وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). فهذه نصوصٌ قرآنية واضحة الدلالة على سبيل النجاة وحبل الخلاص مما حلّ بالبلاد والعباد بالاعتصام بالكتاب والسنة على ما كان عليه سلف الأمة علمًا وعملًا, فالوحدة والجماعة فرضٌ رباني, فقد خبرنا بدمائنا كيف أن ترقيع واقعٍ مُر على غير كتاب الله وسنة رسول الله يُفسِد أكثر مما يُصلِح, فكم اتفقت جماعات متعددة المشارب والأهداف على معركة ما ثم لما بدأ مكسبٌ قريب أو غنيمة سهلة أو شِدة حلّت بالجميع ترك صاحب الهوى والأُصول الفاسدة سلاحه وكشف ظهر إخوانه لعدوه, وإذا حاولت منعه من أخذ ما حسب أنها غنيمة أو أفسدتها عليه انقلب عدوًا لك وربما تحالف مع عدوك! وهو ما كان وسيكون مع أي تجمع لا يكون على كتاب الله وسنة رسوله, فإن دعوةً للجمع بين أصحاب الحق وحملة رايته وأتباع الباطل وسدنة معبده ضلالٌ مبين وتمييع للشرع عظيم, قال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ). إننا ندعو جميع المجاهدين إلى الاجتماع تحت راية واحدة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله, ومنهج واحد وأميرٍ واحد وفي جيشٍ واحد ولغايةٍ واحدة هي حاكمية الشريعة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى, هذا هو الحل للخروج مِن المأزق, ولن نرى أي خير في الدين والدنيا بغيره فتحرير البلاد وقطع دابر الفساد هما وسائل لتحقيق المطلوب والوصول إلى الغاية العظمى, ولا يمكن أن تكون غاية بذاتها, فإننا أهل السنة والجماعة إذا التزمنا السنة دون أن نجتمع عليها نكون قد تفرقنا على السنة ولا شك, وإذا اجتمعنا على غير هدي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وتحت أي مُبرر نكون قد اجتمعنا على ضلالة وغير هدى. ولكي نقدم مبادرة عملية التطبيق نرجو مِن الله فيها القبول ندعو إلى تشكيل لجنةٍ من العلماء أو طلبة العلم المتقدمين تكون نواة لجمع المجاهدين وإصلاح حال المقاومين عسى الله أن يفتح علينا, ونشترط لمن يكون في هذه اللجنة من العلماء: أ- أن يكون مُلتزمًا بالسنة على ما كان عليه سلف الأمة. ب- أن يكون موصوفًا بالعدل والإنصاف والجرأة في أمر الله, والبُعد عن الهوى, وحَسَن الخُلُق. ج- أن يكون ممن قاتل ويُقاتل في سبيل الله ومارس الجهادَ عبادة, وهذا شرطٌ هامٌّ جدًا, فإن الذين حشروا أنفسهم في زوايا المكتبات يعكفون على الأوراق لكي يخرجوا حلولًا لمشاكل البندقية والقنبلة دون أن يروها أو يتعلموها يومًا لا شك أنهم سيفجرونها في وجوههم ووجوه مَن يستمع إليهم, أما في غير أمور الجهاد ومسائله فهم أئمتنا وعلى رؤوسنا. د- أن يكون مرضيًّا عليه من جميع الفرقاء أو أغلبهم, وليس بالضرورة أن يكون من أهل العراق بل من أي بلدٍ من بلدان المسلمين التي تشهد حركة جهادية وصراعًا بين الكفر والإيمان كأفغانستان والصومال والشيشان والجزائر والجزيرة وغيرها مِن البلدان ففيهم وبينهم والحمد لله الكثير من أهل العِلم العاملين. عمل اللجنة: ونقترح أن تقوم هذه اللجنة بالآتي: أ- البحث في حالة كل جماعة أو كيان في الساحة العراقية منهجًا وإمارة وتمويلًا ودعمًا, فمَن كان مِن الجماعات أو التكتلات أهلًا أن يُوصف أنه من أهل السنة والجماعة أعلنوا ذلك, ومَن كان عنده خللٌ في مُعتقده ومنهجه حكموا بذلك ودعوه للتوبة مما تلبّس به من بدعة أو شِرك, والتبرؤ إلى الله من خطئه وبيان ذلك للأمة والناس, وحتى لا يتكرر الخطأ, ثم بعد ذلك أهلًا به أخًا كريمًا نفديه بدمائنا وإن كان قد سبق وسفك دماءنا. ب- الاتفاق على رأي نهائي مُلزِم لكافة الأطراف في كيفية التعامل مع الطوائف المشركة الموجودة في العراق, سواء المنتسبة زورًا للقبلة كالرافضة أو الكافرة أصلًا كعبدة الشيطان الأيزيدية والصابئة المندائية والنصارى الصليبيين. ج- تحديد موقف الكيانات والجماعات من الأنظمة الحاكمة حاليًّا وخاصة في الدول العربية والإسلامية وبيان حكم الله في المؤسسات الدولية وما يجب على الجميع في كيفية التعامل معهم ومع رموزهم. د- وضع الضوابط والقواعد اللازمة لتحديد السُّبُل الشرعية لإخراج المحتل وتطهير البلاد من الفساد. هـ- إذا استلزم الاجتماع أن تُقلِّب الصفحات وتحكم في كل دمٍ سُفِك أو مالٍ أُخِذ بغير وجه حق فلها ذلك ويجب تمكينها من الوفاء ورد المظالم ولو من دم أمير أي جماعة أو كيانٍ بما فيهم المتكلم نفسه, وإلا فنحن من جهتنا وبالنيابة عن إخواني ولأجل الوحدة والجماعة متنازلين عن كل دمٍ سُفِك منا بتأويل أو بغير تأويل وسنلتزم بدفع دية كل من يستحق ذلك من رجالنا حالما تتيسر أمورنا المادية إن شاء الله. وإن اجتماعًا يوافق هذه القواعد والشروط نرجو أن يُكتَب له الفلاح والفتح وإن قل عدد المشاركين فيه فالعبرة بالحق الذي يحملونه لا بكثرة من يدخلونه, وإذا اتفقنا على ما سبق من أُصول وضوابط فوضع الترتيبات الإدارية والقضائية والعسكرية والإعلامية اللازمة للوصول إلى حالة اللحمة الكاملة هيّنٌ بإذن الله, راجين من الله أن تعود هيمنة المجاهدين ودولتهم خيرًا مما كانت. وفي الخِتام نقول لجنود الدولة الإسلامية: بارك الله فيكم, فالثباتَ الثباتَ والجماعةَ الجماعةَ, فلسنا نشك والحمد لله طرفة عين أنكم الطائفة التي تقاتل على أمر الله في هذه البلاد, وقد بشّرنا الله فيكم ببشارة أنه مهما كادكم عدوكم بكل كيد واحتال عليكم بكل مكر وجاءكم في أي عددٍ وعُدة فلن يضركم إلا أذى, ولا سبيل له على نهاية أمركم ما دمتم على أمر الله وعلى وِفق مراد الله مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مسلم عن عُقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك". ثم نقول للرافضة المشركين ومَن سار في دربهم وحسّن أمرهم من الخونة المجرمين: نحن قدر الله فيكم, نحن سيوف الله عليكم, نحن جند الله, نحن أبناء السنة الأحرار, لن تستطيعوا أن تخدعونا أو تُضعِفوا أمرنا, فأهل السنة هم الهداة المهديون أهل الشوكة والجهاد والبذل والعطاء ينبئكم عنهم تاريخهم معكم ومع حليفكم الصليبي, فلم ترهبهم أمريكا بحدها وحديدها وجعلوها وجيشها أُضحوكة للدنيا وموضع السخرية والاستخفاف! وأنتم والله عندهم وفي عيونهم أهون وأضعف وأحقر فقد جربنا قتالكم أيها الخونة الرافضة قديمًا وحديثًا سنين طويلة, فما ربحتم معنا يومًا حربًا منفردين, فقلبوا صفحات التاريخ لتعلموا ذلك. واليوم نحن جنود الدولة الإسلامية جنود أهل السنة الأباة ندك حصونكم ونكسر عظامكم, ولقد كنا قاب قوسين أو أدنى مِن قتل أو أسر عددٍ كبيرٍ من رؤوس النظام المالكي في عملية جريئة قدر الله وما شاء فعل, إلا أننا نعدكم بما هو أدهى وأمرّ فلقد عدنا من جديد وبدأ أهلنا أهل السنة يلتفون حول أبنائهم المجاهدين بعد أن أدركوا كذب الخونة ومكرهم وخبث طويتهم, فقد قرأوا جيدًا دروس المالكي وحكومته وكيف تذهب عصابة من مجرمي فيلق بدر وحزب الدعوة وبلباس رسمي إلى الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى ومناطق أهل السنة في بغداد لتأخذ مَن تشاء وقتما تشاء دونما رادع من حكومات محلية مزعومة سوى طلبٍ رخيصٍ أعلِمونا أنكم تريدون أبناءنا ونساءنا, ولقد قرؤوا جيدًا درس المالكي وحكومته حينما رسّبوا أبناءهم في الامتحانات النهائية بالصفوف المنتهية بدعوى الغش والتزوير بينما أبناء النجف وكربلاء شرفاء مجتهدون! ولقد قرأ أهل السنة جيدًا دروس إذلال الهاشمي والمطلق وقبلهم المشهداني والدليمي ومِن قبلهم الجنابي والدايني والقافلة تسير. كما أنهم رأوا كيف تُكال الاتهامات لفلذات أكبادهم ودُرّة رجالهم تحت دعوى البعثية وغيرها. لقد أدرك الجميع أن مقصلة الرافضة قادمة إليهم عاجلًا أو آجلًا ثأرًا لدم الحسين كما يزعمون, فالتفوا حول أبنائهم المجاهدين فهم اليوم في كل مدينة وقرية في عِزّ عشائرهم وأهلهم (هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ*وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). اللهم احفظ عبادَك أهلَ السنة, دينهم ودنياهم, يا منان يا ذا الجلال والإكرام, احفظ رجالهم وأعراضهم وأبناءهم وأموالهم, وقِهم يا ربنا مكر الروافض الحاقدين وشر عملائهم الخونة المجرمين وألّف بين قلوبهم وأصلِح ذات بينهم واهدهم سُبُل السلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أخوكم أبو عمر البغدادي
add to favoritesadd

Users who have this book

Users who want this book

What readers are saying

What do you think? Write your own comment on this book!

write a comment

What do you think? Write your own comment on this book

Info about the book

Series:

Unknown

ASIN:

B008HDLI9Y

Rating:

4.5/5 (2)

Your rating:

0/5

Languge:

English

Genre

Do you want to exchange books? It’s EASY!

Get registered and find other users who want to give their favourite books to good hands!